بدأ نظام الحكم الإسلامى يتغير وبما أن عماد قوة الحكم الإسلامى الجيش فى فرض السيطرة على الشعوب فبدأ تكوينه من عناصر غير عربية فقد أعتمد المعز على المماليك أو العبيد ليتكون منهم جيشة وكانوا أكثر ولاء من بنى جنسه ولم يوليهم إقطاعات بل كانوا يعتمدون فى دخلهم على عطاءه لهم وقال المؤرخون أن عدد جيشه كان أكثر من 100 ألف ولأول مرة نجد قائداً غير عربى لجيش أسلامى هو جوهر الصقلى بعد أن كان المسلمون يعطون الوظائف الصغبرة فى الجيش للموالى المسلمون أى غير العرب مثل المشاة لأن الفارس يأخذ ثلاثة أضعاف أو أكثر من أغنام الحرب .. وقد ذكر لمقريزى فى كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الأول - 21 / 167 فقال : " ومنهم معد ولم تكن جيوشه تعدّ ولا لما أوتيه كان حد من كل ما يسعد فيه جدّ وحتى قيل: إنه لم يطأ الأرض بعد جيش الإسكندر بن فليبس المقدوني أكثر عددًا من جيوش المعز فلما قام في الخلافة بمصر من بعده ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار استخدم الديلم والأتراك واختص بهم.
وذكر الأمير المختار عبد الملك المسبحي في تاريخه: أن خزانة الخاص حملها لما خرج العزيز إلى الشام عشرون ألف جمل خارجًا عن خزائن القواد وأكابر الدولة.
وذكر ابن ميسر في تاريخه: أن عبيد السيدة أم المستنصر بالله أبي تميم معدّ بن الظاهر لإعزاز دين الله أبي الحسن عليّ بن الحاكم بأمر الله أبي عليّ منصور بن العزيز بالله خاصة كانت عدّتهم خمسين ألف عبد سوى طوائف العسكر ورأيت بخط الأسعد بن مماتي أن عدة الجيوش بمصر في أيام رزيك بن الصالح طلائع بن رزيك كانت أربعين ألف فارس وستة وثلاثين ألف راجل وزاد غيره وعشرة شوانيُ بحرية فيها عشرة آلاف مقاتل وهذا عند انقراض الدولة الفاطمية فلما زالت دولتهم على يد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أزال جند مصر من العبيد السود والأمراء المصريين والعربان والأرمن وغيرهم واستجدّ عسكرًا من الأكراد والأتراك خاصة وبلغت عدة عساكره بمصر اثني عشر ألف فارس لا غير فلما مات افترقت من بعده ولم يبق بمصر مع ابنه الملك العزيز عثمان سوى ثمانية آلاف فارس وخمسمائة فارس إلا أن فيهم من له عشرة أتباع وفيهم من له عشرون وفيهم من له أكثر من ذلك إلى مائة تبع لرجل واحد من الجند فكانوا إذا ركبوا ظاهر القاهرة يزيدون على مائتي ألف ثم لم يزالوا في افتراق واختلاف حتى زالت دولتهم بقيام عبيدهم المماليك الأتراك فحذوا حذو مواليهم بني أيوب واقتصروا على الأتراك وشيء من الأكراد واستجدوا من المماليك التي تجلب من بلاد الترك شيئًا كثيرًا حتى يقال: إنّ عدة مماليك الملك المنصور قلاون كانت سبعة آلاف مملوك ويقال: اثني عشر ألفًا وكانت عدة مماليك ولده الأشرف خليل بن قلاون اثني عشر ألف مملوك لم تبلغ بعد ذلك قريبًا من هذا إلى أن زالت دولة بني قلاون في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالملك الظاهر برقوق فأخذ في محو المماليك الأشرفية وأنشأ لنفسه دولة من المماليك الجركسية بلغت عدّتهم ما بين مُشترى ومُستخدم أربعة آلاف أو تزيد قليلًا فلما قدم من بعده ابنه الناصر فرج افترقوا واختلفوا فلم يقتل حتى هلك كثير منهم بالقتل وغيره. و
فطنة المصريين
وكان للمعز والى إسمه جوهر كان المعز كلما أراد أن يفعل شيئاً يؤثر على المصريين وحياتهم كان جوهر يمنعه بلطف وسياسة ويقول له : " إن أهل مصر قوم فيهم مكر وفطنة يعرفون كل شئ ولا يخف عنهم مجهول فكأنهم يعلموا الغيب " .. فقال له : " يا جوهر إذا كان ما يقال عنه فطنة المصريين صحيح فأنا أريد أن أجربهم " ثم أمر المعز أن يأخذ المنادى (1) كبير من الورق مثل سجل (2) ويطوى بلا كتابة بداخله ويختم ( الختم إما بالرصاص أو الشمع وعليه خاتم الخليفة ) وكتب الكاتب العنوان الخارجى بإسم الخليفة – ثم أمر بضرب البوق قدام المنادى الذى يحمل الدرج ليجمع الناس ليحضروا لسماع سجل وأوامر الملك وأمر جواسيس يمشوا خلفة ويسمعوا ما يقوله أهل مصر ورجعوا جواسيسه وقالوا : " بعض الناس قالوا : هلم نسمع سجل الخليفة – ورد بعضهم وقالوا : لا تتعبوا أنفسكم إن كل ما فيه من كلام فارغ فى فارغ " فلما سمع المعز تعجب من ذلك جداً (3)
وذكر الأمير المختار عبد الملك المسبحي في تاريخه: أن خزانة الخاص حملها لما خرج العزيز إلى الشام عشرون ألف جمل خارجًا عن خزائن القواد وأكابر الدولة.
وذكر ابن ميسر في تاريخه: أن عبيد السيدة أم المستنصر بالله أبي تميم معدّ بن الظاهر لإعزاز دين الله أبي الحسن عليّ بن الحاكم بأمر الله أبي عليّ منصور بن العزيز بالله خاصة كانت عدّتهم خمسين ألف عبد سوى طوائف العسكر ورأيت بخط الأسعد بن مماتي أن عدة الجيوش بمصر في أيام رزيك بن الصالح طلائع بن رزيك كانت أربعين ألف فارس وستة وثلاثين ألف راجل وزاد غيره وعشرة شوانيُ بحرية فيها عشرة آلاف مقاتل وهذا عند انقراض الدولة الفاطمية فلما زالت دولتهم على يد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أزال جند مصر من العبيد السود والأمراء المصريين والعربان والأرمن وغيرهم واستجدّ عسكرًا من الأكراد والأتراك خاصة وبلغت عدة عساكره بمصر اثني عشر ألف فارس لا غير فلما مات افترقت من بعده ولم يبق بمصر مع ابنه الملك العزيز عثمان سوى ثمانية آلاف فارس وخمسمائة فارس إلا أن فيهم من له عشرة أتباع وفيهم من له عشرون وفيهم من له أكثر من ذلك إلى مائة تبع لرجل واحد من الجند فكانوا إذا ركبوا ظاهر القاهرة يزيدون على مائتي ألف ثم لم يزالوا في افتراق واختلاف حتى زالت دولتهم بقيام عبيدهم المماليك الأتراك فحذوا حذو مواليهم بني أيوب واقتصروا على الأتراك وشيء من الأكراد واستجدوا من المماليك التي تجلب من بلاد الترك شيئًا كثيرًا حتى يقال: إنّ عدة مماليك الملك المنصور قلاون كانت سبعة آلاف مملوك ويقال: اثني عشر ألفًا وكانت عدة مماليك ولده الأشرف خليل بن قلاون اثني عشر ألف مملوك لم تبلغ بعد ذلك قريبًا من هذا إلى أن زالت دولة بني قلاون في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالملك الظاهر برقوق فأخذ في محو المماليك الأشرفية وأنشأ لنفسه دولة من المماليك الجركسية بلغت عدّتهم ما بين مُشترى ومُستخدم أربعة آلاف أو تزيد قليلًا فلما قدم من بعده ابنه الناصر فرج افترقوا واختلفوا فلم يقتل حتى هلك كثير منهم بالقتل وغيره. و
فطنة المصريين
وكان للمعز والى إسمه جوهر كان المعز كلما أراد أن يفعل شيئاً يؤثر على المصريين وحياتهم كان جوهر يمنعه بلطف وسياسة ويقول له : " إن أهل مصر قوم فيهم مكر وفطنة يعرفون كل شئ ولا يخف عنهم مجهول فكأنهم يعلموا الغيب " .. فقال له : " يا جوهر إذا كان ما يقال عنه فطنة المصريين صحيح فأنا أريد أن أجربهم " ثم أمر المعز أن يأخذ المنادى (1) كبير من الورق مثل سجل (2) ويطوى بلا كتابة بداخله ويختم ( الختم إما بالرصاص أو الشمع وعليه خاتم الخليفة ) وكتب الكاتب العنوان الخارجى بإسم الخليفة – ثم أمر بضرب البوق قدام المنادى الذى يحمل الدرج ليجمع الناس ليحضروا لسماع سجل وأوامر الملك وأمر جواسيس يمشوا خلفة ويسمعوا ما يقوله أهل مصر ورجعوا جواسيسه وقالوا : " بعض الناس قالوا : هلم نسمع سجل الخليفة – ورد بعضهم وقالوا : لا تتعبوا أنفسكم إن كل ما فيه من كلام فارغ فى فارغ " فلما سمع المعز تعجب من ذلك جداً (3)